free opinion

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
free opinion

منتدى سياسي حر للأراء الحرة شارك بأرائك واقتراحاتك

اخبار اليوم


    قاموس الخطاب السياسي للكتل الفائزة

    avatar
    المدير
    Admin


    عدد المساهمات : 9
    تاريخ التسجيل : 01/05/2010

    قاموس الخطاب السياسي للكتل الفائزة Empty قاموس الخطاب السياسي للكتل الفائزة

    مُساهمة  المدير السبت مايو 08, 2010 10:40 am

    بقلم:علي السعدي
    قاموس الخطاب السياسي للكتل الفائزة
    البيانات الأربعة وسباق الأرنب والسلحفاة
    كانت الانتخابات العراقية لعام 2010 ، هي الأكثر ضجيجاً والأعلى صوتاً قياساً بسابقاتها ، فقد خضعت الى تأثيرات مجموعة من العوامل التي تفاعلت والتقت في مفترقات حاسمة ، بعد أن وضح مقدار الأهمية التي يمكن أن تعكسها تلك الإنتخابات على مصير العراق الجديد حيث الفرصة الأخيرة لصراع معلن بين محاولات تثبيت ركائز الدولة الديمقراطية وفق المعادلة التي قامت عليها بعد انتخابات 2005، وبين إعادة خلط الأوراق ومن ثم ايجاد قواعد جديدة تعود بالأوضاع الى مشهد يقارب في مضامينه ماكان عليه العراق قبل التغيير العاصف 2003.
    وفي واقع الأمر ، انحصر الصراع بين معسكرين حمل كل منهما مفهوماً مغايراً ، وكان من الطبيعي ان يلجأ كل معسكر الى خطاب يحمل في طياته تعبيراً عن جوهر مايريد الوصول اليه ، لذا لجأ أولهما الى شحن خطابه بمفردات استحضرت صيحات الحرب وطبول الهجوم .
    كان ائتلاف ( العراقية ) بقيادة اياد علاوي ، قد رفع شعار التغيير منذ البداية ، وكانت حساباته تشير الى أن شعاراً كهذا لابد سيكون جاذباً لجموع الناخبين إذ يوحي بدفع الحال ليكون أفضل مما هو عليه ، خاصة بعد ان سبقت ذلك حملة إعلامية تحريضية كبيرة ضد حكومة المالكي هيأت المناخات الملائمة لتقبّل الحدث الموعود .
    ولكي تكتمل مراحل الهجوم التغييري ، جرى الأكثار من استخدام مفردات من نوع: ( نحذر- ننذر- إلتفاف – تدخلّ – حرب طائفية – عنف – خاسرون – إغتصاب – هستيريا – استحقاق – شكوك – رفض – لانعترف – لاشرعي – مناورة – قتل – اغتيال – إجهاض – انشقاق )
    كانت تلك هي المفردات التي أخذت قصب السبق على لسان قادة التيار المتشدد من ( العراقية ) وهم على التوالي – اياد علاوي – حيدر الملا- ميسون الدملوجي – صالح المطلك – ظافر العاني – أحمد العزاوي ثم اسامة النجيفي بنسبة ما.
    المدقق في طبيعة تلك المفردات وظروف استحضارها ، سيجد أنها جميعاً تنتمي الى مراحل سابقة من حياة العراق حيث الهجوم يقود السياسة والقوة هي الوسيلة لتحقيق الهدف ، لذا لابد من خطاب يحدث الهلع في معسكر الخصوم ويدفعهم نحو الإرتباك الذي يفضي الى التنازل أوالإستسلام ، انها لغة صاخبة مصحوبة بصيغة البيان الحربي وإعلان الإنقلاب ، لم تترك متنفساً للسياسة ولا مجالاً للتفاوض من منطلق التكافوء ، بل حملت شروط المنتصر وإملاءات وثيقة الخضوع لمتطلبات ذلك الإنتصارمن دون اعتبار لإمكانية ان يلجأ الخصم الى إعادة التجمع والقيام بشنّ هجوم مضاد قد يحول النصر الى هزيمة .
    كان سياسة ( الأذن ) هي التي سادت في صفوف معظم قادة العراقية ، فقد سمعوا بأن قدرتهم على التغيير لاترد وان الضغوط الأمريكية والدعم الإقليمي – العربي التركي – سيدفعهم لامحالة نحو الهدف ، فكيف لمحاصر ان يملك القوة على المقاومة ناهيك بالصمود أو الإنتصار ؟ كان الخصم ( المالكي تحديدياً ) محاصراً من كل الجهات بعد ان جرى عزله وتطويقه ، لذا فلن يستطيع التحرك سوى ببطء السلحفاة ، فيما يمتلك علاوي سرعة الأرنب .
    تلك حسابات مذهلة في تبسيطها ، إذ لم تدرك مقدار ماتحمله السياسة من إمكانية التبدل، تماماً كما يحدث في المعارك من مفاجآت لم تؤخذ بنظر الإعتبار ، وعليه لم يتقيد بعض قادة العراقية بالحكمة القائلة ( الحذر غلب القدر ) ولا استفادوا من العبرة في حكاية الأرنب والسلحفاة ، حيث اعتبروا انتصارهم قدراً لامهرب منه .
    في مقابل ذلك ، وقف معسكر المالكي مدافعاً بثبات ، مع شّنه هجمات محدودة بتكتيك الضربات الخاطفة لإنهاك الخصم ووقف زحفه قبل الهجوم الإستراتيجي المضاد ، كان الخطاب موحداً ومتماسكاً واستخدم عدداً محدوداً من المفردات رأى انها تفي بالغرض ( دولة – بناء – قانون – اعتراض – حوار – شراكة – ترشيح – ضبط نفس – عقيمة – استقلال – قرار- علاقات ) .
    طبيعة المفردات التي استحضرت في معسكر المالكي ، كانت أكثر وضوحاً وأقل تشابكاً في أهدافها وغاياتها، فالوسيلة متوافرة وثابتة
    ( القانون ) وكذلك نقاط القوة الكامنة ( الصوت العراقي ) ، انها أشبه بمفردات جيش فتي رشيق الحركة حسن الأداء قادر على المناورة في ساحة يعرفها وأناس يثقون به ، في مقابل مجموعة
    ( جيوش ) ثقيلة الحركة مشتتة الأهداف موزعة الولاءات تنتابها الشكوك في توجهات بعضها وفي حقيقة ماتنوي الوصول اليه ، لاخيار أمامها سوى مواصلة الهجوم حيث لا تحتمل هزيمة واحدة ولا قدرة على التراجع والا أدى ذلك الى بعثرتها وانهيارمقاصدها.
    في ميدان جانبي ، وقف الائتلاف الوطني العراقي يناور بموقع الاحتياط الاستراتيجي أو الحليف الذي يستطيع حسم المعركة لصالح أحد المعسكرين اذا قرر الانضمام اليه ، لذا امتلأ قاموسه الخطابي بمفردات على شاكلة :
    ( فيتو – مشترك – تقارب – طاولة مستديرة – تكافؤ – تمسّك – فساد – ليس صحيحاً – نفضّل – أكثر من مرشح – رئاسة وزراء – يرضي الجميع - جوار) وقد ظهر جلياً حجم الإستخدام المتنافر لكل من أطراف الائتلاف ، ففيما ركز المجلس الأعلى على موضوع الطاولة المستديرة والتكافؤ والمشترك ، قاد الصدريون حملة (الفيتو والأكثر من مرشح ) فيما حمل الفضيلة لواء التخلص من الفساد والمفسدين .
    كانت المناورة تعبرّ عن نفسها في حضور المفردة كما في سلوك السياسة عند الائتلاف ، تخللها انتظار وترقب وكمائن استفزازية لمعسكر المالكي هدفت الى الحصول على تنازلات في مقدمها جعل المالكي خياراً كغيره ، لاخياراً وحيداً أمام اتئلاف دولة القانون .
    اقتربت مناورات الائتلاف الوطني من معسكر علاوي في ايحاء بامكانية الإنحياز لصالحه ، بدأها عمار الحكيم وأكملها الصدريون في بعض تصريحاتهم ، فقطعها معسكرالمالكي بتسريب خبر لقاء قريب بين قائدي المعسكرين – علاوي والمالكي – مع احتمال تحالفهما ، الأمر الذي يجعل الائتلاف الوطني خارج المعادلة ، لذا سارع الأخير في العودة الى ميدانه لينحاز من ثم الى المالكي في إعلان رسمي أخرج المناورة من ميادينها الخلفية ليزجها في الواجهة .
    في ساحة مجاورة ، ربضت القوائم الكردية منتظرة النتائج ، ولما كانت خارج مضمار السباق على منصب رئاسة الوزراء كما هو الحال عند الكتل الثلاث المذكورة، لذا لم يحتج القاموس الكردي في البداية سوى القليل من المفردات ( رئاسة الجمهورية – المادة 140- حليف طبيعي – شراكة وطنية – مشاركة الجميع – مسافة واحدة ) لكن ما ان تسربت انباء عن احتمالات التقارب بين ائتلافي العراقية ودولة القانون ، حتى اعرب الكرد عن قلقهم في ان يوضعوا على الهامش لعدم الحاجة الماسة اليهم ، أو الخضوع لشروط وخيارات ليست مريحة .
    لكن ذلك القلق لم يدم طويلاً ، فما ان بدا الافتراق بين القائمتين الكبيرتين - العراقية والقانون – يصبح واقعاً ، وبالتالي ضمن الكرد موقعهم الترجيحي في التحالفات المقبلة ، حتى عاد مسعود البارزاني الى اظهار ماحرص على اخفائه طوال الفترة التي سبقت وتلت الإنتخابات ، إذ سخر من وحدة العراق معتبراً ذلك ( أحلام طيور) داعياً في الوقت عينه الى اعتماد تقسيم العراق في ثلاثة اقليم – كردي شمالي – وسني غربي – وشيعي جنوبي – (*) .
    الخلاصة ،: لقد وقفت مفردات الكتل الأربع على بيانات يمكن وصفها بما يلي :
    1-ائتلاف العراقية : بيان الإقتحام
    2-ائتلاف دولة القانون : بيان الثبات
    3-الائتلاف الوطني العراقي : بيان المناورة
    4- التحالف الوطني الكردستاني : بيان التحفز .


    (*) : تصريحات مسعود البرزاني نشرت في صحيفة نيويورك تايمز بتاريخ
    4/ 5/ 2010

      الوقت/التاريخ الآن هو الخميس مارس 28, 2024 8:18 am